الجماع أثناء الحمل .. هل له مخاطر؟
يعدّ الجماع أثناء الحمل من أكثر الأمور التي تقلق الحامل وتؤرق زوجها، لكونه أمر ذو أثر على الجنين حسبما يعتقدون، غير أن الجماع أثناء الحمل الطبيعي يكون أمراً عادياً حتى لو كان وقت الولادة لكن قبل انفجار كيس الماء، كما أنه لا يرتبط بالإجهاض المبكر ولا يعتبر سبباً للإصابة بالإلتهابات المهبلية.
إذا سبق لكِ الحمل وقد عانيتِ من ضعف في عنق الرحم أو هبوط في المشيمة أو أيّ نزيف أو حتّى تقلصات أو آلالام في البطن، أو ما إذا كان الزوج مصاباً بهربس أو قوباء الأعضاء التناسلية عليكِ سؤالك الطبيب المختص حتى يمدّك بتفاصيل أكثر حول موضوع الجماع أثناء الحمل وكيف سيكون في مثل هذه الحالات.
وإذا كنتِ تعانين من الإلتهابات المهبلية فلا تقلقي لأن الجماع في مثل هذه الحالة لا يتداخل مع أيّ علاج بالمضادات الحيوية، وفي دراسات كثيرة تمّ ربط الجماع أثناء الحمل مع تقليل احتمالات الولادة المبكرة بالرغم من الإصابة بالإلتهابات، ويحبّذ أن يستخم الزوم واقي ذكري أثناء الجماع. كما يقوي الجماع أثناء الحمل العلاقة بين الزوجين حتى بعد مجيء الطفل، وللزوجين الاستمرار بها طالما أن الزوجة الحامل بصحة جيّدة وترغب بذلك.
وحول موضوع الجماع وتأثيره على الجنين لكِ أن تطمئني سيّدتي فهو لن يؤذيه؛ فالسدادة المخاطية السميكة التي تقفل عنق الرحم تساعد على حمايته ضد الالتهابات، كما يحميه الكيس الأمنيوسي وعضلات الرحم القوية، كلّ ما في الأمر قد تشعرين بحركة طفلك السريعة بسبب نبضات قلبك فقط.
بالنسبة لشعور المرأة أثناء الجماع كيف سيكون مشابهاً للسابق أم لا ؟! يكون الأمر أفضل بالنسبة لبعض النساء، وقد لا يكون كذلك بالنسبة لأخريات، حيث يضاعف تدفق الدم الزائد إلى منطقة الحوض الشعور والإحساس وهذا الأمر قد يزعج البعض.. أحياناً، تجد الحامل أن الجماع مع زوجها مؤلم خلال الحمل، كما تشعر بتقلصات في البطن أثناء أو بعد الجماع ويمكن أن تشعر ببعض الإنقباضات، والتي يمكن أن تصبح ملحوظة أكثر خاصة في المرحلة الثالثة أو الثلث الأخير من الحمل.
في الحالات المتكررة تبدو المرأة غير راغبة بحدوث الجماع أثناء الحمل، فهل هذا طبيعي ؟! نعم، قد تنعكس التغيرات التي يمر بها جسمك على علاقتك الزوجية الحميمة، فتشعرين بأنكِ قد تحرّرت من مخاوف الإخصاب ووسائل منع الحمل بوضع أفضل، وقد تشعرين بالإرهاق الشديد بسبب الغثيان خاصة في المرحلة الأولى من الحمل، ويعتقد أن الهرمونات التي ينتجها جسمكِ خلال فترة الحمل من أسباب فقدان الرغبة في الجماع.
كما يعتبر وضعك الذهني عاملاً آخراً، إذا كان شعورك إيجابياً بشأن حملك والتغيرات التي يمر بها جسمك، فمن المحتمل أن تشعري بزيادة في الرغبة؛ أما إذا كنت غير راضية عن حملك بشكل خاص أو تشعرين بعدم الأمان تجاه بطنك الكبير أو غيرها من الأمور، فقد يؤثر سلباً على رغبتك في الجماع، وغالباً ما تسجل النساء اللاتي لديهن مشاكل في العلاقة الزوجية أو يعانين من الاكتئاب تدهوراً في الجماع منذ حدوث الحمل.
أظهرت معظم الدراسات أن الرغبة تزداد لدى النساء وتبلغ ذروتها خلال المرحلة الثانية من الحمل، وغالباً ما تخف وتتضاءل الرغبة خلال المرحلة الثالثة أو الثلث الأخير من الحمل لأن حجم البطن يكبر ويبرز كما يقترب موعد المخاض والولادة، كما لا يشعر العديد من النساء الحوامل ببساطة بأنهن جذابات أو قد يشعرن بالقلق من عدم رضا أزواجهن عن العلاقة.
هل سيؤثر الحمل على زوجي؟ ربما يحدث ذلك، فليس من غير الشائع أن تقل رغبة الزوج في الجماع مع زوجته في المرحلتين الأولى والثانية من الحمل، ثم تقل أكثر في المرحلة الثالثة من الحمل؛ وهذا لا يعني بالضرورة أن زوجك لا يجدك جذابة، وتتضمن الأسباب الشائعة لنقص الرغبة لدى آباء المستقبل ما يلي:
– الخوف من أن يؤذي الجماع الطفل.
– القلق على صحة الطفل الذي لم يولد بعد.
– التوجس والقلق من مسؤوليات الأبوة.
– الوعي الذاتي بأن الجماع يحدث في وجود الطفل الذي لم يولد بعد. الحديث المتبادل بين الزوجين حول مخاوفهم وطموحاتهم بالنسبة لطفلهم القادم وعن رؤيتهم حول الحياة القادمة يقلل من أي توتر أو قلق حول العلاقة الزوجية.