أرجوك اعتن بأمي

” أرجوك اعتن بأمي ” رواية للكاتبة الكورية ”كيونغ سوك شين”، تروي قصة أم فقدت في محطة مترو سيول للأنفاق الكورية وسط الزحام، في حين كان رفقة زوجها متجهين للمدينة لزيارة ابنهم البكر، فانطلق زوجها في القطار تاركا زوجته تائهة وسط المئات من المسافرين، ظنا منه أنها تلحقه. بعد اختفاء الأم، أصبحت العائلة تبحث في كل مكان دون جدوى، عن طريق نشر إعلانات في الجرائد و تلصق صورها في الشوارع و وضعوا مبلغا ماليا كمكافأة لمن يجدها.
بعدها بدأ الكل في تذكر معاملتهم لها و تصرفاتها معهم و كذا الصبر و العطف اللذان تتسم بها شخصيتها، فكانت ابنتها الكبرى،ابنها البكر و زوجها يتذكرون كل هذه التفاصيل مع ندم و حرقة لتقصيرهم الواضح اتجاهها.

بارك سو نيوف” كانت امرأة ريفية أمية، تحرث الأرض و تزرع الحديقة، تعتني بماشيتها، تطبخ و تكنس المنزل، تهتم بزوجها و أطفالها الخمس، الذين كانوا كلما أكملوا تعليمهم الإعدادي ينتقلون إلى المدينة، و هي تقوم بزيارتهم بين الفينة و الأخرى مثقلة بالوجبات التي أعدتها لهم.
الأم فقيرة إلى درجة أنها لا تصرف على نفسها أي شيء ،لأن همها الوحيد هو أولادها و خاصة البكر الذي وعدها ان يصبح “مدعي عام”، لكنه لم يحقق حلمه و كل تتأسف له لاعتقادها أنها السبب في عدم تحقيق حلمه.
زوجها لا يهتم بها إن مرضت أو عانت، و كان دائما يسبقها في الخطوات عندما يتمشيان معا و تطلب منه أن يبطئ لتتمكن من اللحاق به، لكن لا يفعل. كان يغيب عن البيت، و يتركها لحالها، فصولا ،لكن الأم كانت صبورة و كلما عاد إلى المنزل تقدم له طبقا من الأرز الساخن.
بعد فقدانها،أصبحوا يشعرون بالندم ، و كيف لم يعرفوا في الواقع امرأة عاشوا معها , تلك المرأة التي أمضت حياتها مضحية بكل شيء حتى اليوم الذي اختفت فيه , وذلك الندم الذي يجتاحهم , ويقينهم أن مرحلة فقدان تلك المرأة لم تبدأ ذلك اليوم المشؤوم ولكنها اختفت رويداً رويداً بعدما ضحّت بنفسها جسداً وروحاً ونسيت فرحة وجودها وطفولتها وشبابها وأحلامها من أجلهم ، لكن الآن اكتشفوا أن كل شيء فعلته كان من اجلهم و لم تنتظر منهم مقابلا. أصبحوا يعدون أنفسهم بأنهم سيعتنون بها، يعتذرون منها، و يصلحوا كل شيء عندما يجدونها و تعود إلى المنزل، لكنها لم تعد و فقدوها للأبد.
هذه الرواية هي رسالة للجميع، ليجدد علاقته بأمه و يهتم بها أكثر، يشاركها أحلامه، لأنه و بكل بساطة لا يوجد في هذه الدنيا من يحبك أكثر منها، قبل فوات الأوان.

” أرجوك اعتن بأمي ” رواية بيعت منها مليون نسخة في غضون 10 أشهر من انطلاق الطبعة الأولى، حظيت الرواية باهتمام دولي وفاز الكاتب عام 2011 بجائزة “مان” الآسيوية الأدبية , وقد تم تكييف الرواية لتلائم كل من طبيعة العروض المسرحية و الموسيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى